الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

د / احمد فؤاد

تمهيد :
تتكون الاطروحة الحالية والمعنوية "نظرية عند ميشيل بولاني" من مقدمة ، وفصل تمهيدي وبابين من أربعة فصول ، وخاتمة ، وملحق .
أما الأبواب والفصول ،فتاتي علي النحو التالي :
الفصل الأول التمهيدي : التطورات الإبستمولوجية في منتصف القرن العشرين .
الباب الأول : أسس المعرفة الشخصية المضمرة .
الفصل الثاني : أبعاد المعرفة الشخصية .
الفصل الثالث : مفهوم المكون المضمر .
الباب الثاني : نظرية المعرفة العلمية وتقدمها .
الفصل الرابع : نموذج المعرفة المضمرة .
الفصل الخامس : نظرية الصدق وإبستمولوجيا التقدم العلمي .
1- الاشكالية :
يتبني صاحب الأطروحة الحالية وجهة نظر " كونية " J.kone التي تري أن بولاني يبتدع مفهوما فلسفيا للمعرفة يبني المقام الأول علي علاقة وجودية أو فينومولوجية بين العرف والمعروف، فهو يرفض المفهوم الصوري للمعرفة والحل اللاتبريري البوبري ويرفض أيضا النموذج الموضوعي للمعرفة ويتبني نموذجا جديداً يتطلب نشاطا مضمراً وغير صوري من قبل العارف . ويحاول الباحث ترسيخ وجهة النظر سالفة الذكر من خلال دراسة مشكلة تقدم المعرفة العلمية عند بولاني ومقارنتها بنظائرها عند فلاسفة العلم المعاصرين بداية من الوضعين مرورا بـ "كارل بوبر" و "توماس كون" و "لاكاتوش" و "فيرابند" وصولا إلي "ستيفن تولمان" إن الإشكالية الرئيسية في هذا البحث هي : ما أسس نظرية المعرفة العلمية عند بولاني ؟ وما هي صلتها بتقدم المعرفة العلمية وارتقاءها ؟ وما هو دور بولاني في إضافة حلول جيدة لمشكلة تقدم المعرفة العلمية التي كانت مثارا للجدل بين فلاسفة العلم في القرن العشرين
2- الأطروحة :-
يحاول الباحث – من خلال هذه الدراسة – أن يقدم تصورا لطبيعة تقدم المعرفة العملية في القرن العشرين من خلال فلسفة العلم عند بولاني وتصوره للمعرفة المضمرة الشخصية التي كانت بمثابة ثورة علي المنهجيات الوضعية والعقلانية النقدية "الموضوعية" مع الأخذ في الاعتبار بأن بولاني لا يرفض الموضوعية تماما ولكنه يدعو الي نموذج جديد من الموضوعية يعتمد علي العارف بصورة أساسية وبذلك يعد بولاني من رواد الفكر النسبوي .
المقدمة :
يطرح الباحث في مقدمة هذا البحث إشكاليته "إشكالية تقدم المعرفة العملية وارتقاءها ودور بولاني في اضافة حلول جديدة ومبتكرة لهذه المشكلة تختلف عن معاصرية ومنهجية المنهج التحليلي والمنهج المقارن" .
الفصل الاول التمهيدي :
نقدم في الفصل الاول التمهيدي سرداً للتطورات الإبستمولوجية في منتصف القرن العشرين استناداً الي نموذج تطبيقي يقدم تفسيرا إبستمولوجيا لنظرية الكوانتم في ضوء الإبستمولوجيات المعاصرة ، وحاولنا استخدام الادوات الابستمولوجية المتاحة داخل كل بينة من البنيات الابستمولوجية السائدة في نهج بسيط بداية من الوضعين مرورا بـ "بوبروكون ولاكاتوش" وصولا الي "فرابند" ونامل أن يكون هذا النموذج مفتاحا لدراسة مستقبلية تقدم لنا تفسيرا متكاملا وناضجا لنظرية الكوانتم في ضوء الابستمولوجيا المعاصرة .
الباب الأول : أسس المعرفة الشخصية المضمرة :
الفصل الثاني : أبعاد المعرفة الشخصية :
ندرس في هذا الفصل الأبعاد المختلفة التي تشكل ركيزة أساسية في بناء نموذج المعرفة المضمرة عند بولاني . وتمثل البعدد الأول "الأنطولوجي" في رفض بولاني لنظرية الرد التي يتشبت بها البيولوجيون والفيزيائيون وذلك لأن الأنظمة البيولوجية بها وظائف غير قابلة للتحديد من خلال قوانين الكيمياء والفيزياء ، وكذلك نجد الميكانيكا غير قابلة للرد لان خصائصها غير ناتجة عن تفاعل تلقائي للقوة الفيزيائية والكيميائية . ويرفض بولاني في السياق نفسه وجهه نظر الفسيولوجين التي تري أن العمليات الاليه لجسم قابلة للتفسير بلغة الفيزياء والكيمياء ويركز بولاني في البعد الثاني "السيكولوجي" علي وجهة نظر علم نفس الجشطلت ورغم تبنية نظرية الإدراك عند الجشطلت إلا أنه لا يسير معها إلي ابعد مدي ويؤكد علي دور الشخص في عملية المعرفة من خلال مفهوم "القصدية" وفي إطار عرضه للبعد الثالث "السوسيولوجي" يرفض بولاني السلطة التي تهيمن علي البحث العلمي بكافة أشكالها السياسية والدينية والاقتصادية ويركز علي ضرورة التوجيه العلمي والتدريب داخل جماعة علمية في اتفاق جزئي مع "كون" وفي البعد الرابع (الموضوعي) نجد بولاني يؤسس العلم علي مقدمات لا يمكن صياغتها في شكل محدد ولكنها توجد وتظهر في ممارسة العلم ، ويستند بولاني علي التغييرات والاكتشافات العلمية المتعاقبة لكي يوضح لنا أن سائر هذه الاكتشافات العلمية ناتجة عن المقدمات الموضوعية ويضع بولاني ضمانات للموضوعية متمثلة في الضمير العلمي .
الفصل الثاني : مفهوم المكون المضمر :
إن مفهوم المكون المضمر يعد مفهوما أساسياً في بناء نسق المعرفة المضمرة عند بولاني ، ويرتبط المكون المضمر بعدة محاور يركز عليها بولاني ، أما المحور الأول فيتمثل في المهارات التي يمتلكها العالم ودورها في بناء المعرفة العلمية ، وهذه المهارات تحتاج في نظر بولاني الي الخبرة والممارسة ويحاول بولاني من خلال المحور الثاني (النطق والانفعالات العقلية) أن يوضح دور الفكر غير المنطوق في تشكيل المعرفة الانسانية ودور الانفعال المقنع "الموجه للكشف" في تجاوز العقبة المنطقية والانفصال عن الخطوط القديمة للفكر وتبني رؤية جديدة . ويوضح بولاني من خلال المحور الثالث (علاقة المكون المضمر بالوعي والتمعن) ويرفض في المحور الرابع الاستدلال المضمر .
الباب الثاني : نظرية المعرفة العلمية وتقدمها :
الفصل الرابع : نموذج المعرفة المضمرة :
ندرس في هذا الفصل تصور بولاني للمعرفة المضمرة والتي يصوغها اعتمادا علي عدة مقومات أهمها الحدس والخيال ، وتركز بنية المعرفة المضمرة علي فريضة بولاني "نحن نعرف أكثر مما نخبر" فهناك عمليات مضمرة يتم من خلالها إدراك مظاهر متسقة ومنظمة ويؤكد بولاني علي أن المعرفة المضمرة غير قابلة للتحديد بل معرفة قصديه وديناميكية لأنها لا تبدأ من فروض مسبقة لا تتغير . ويرفض بولاني الموضوعية التامة ويعتنق نوعا جديدا من الموضوعية لا يفضل بين الذات والموضوع ولكنه يتجاوز هذا الانفصال الذي نجده قائما فيى الفلسفة التقليدية . وفي السياق نفسه يرفض بولاني الموضوعية البوبرية الصارمة التي تعتمد علي العقلانية النقدية ويتصور عقلانية جديدة تعتمد علي الموضوعية بالمعني بالميتافيزيقي ، وذلك من خلال الدمج بين الجانب الذاتي والموضوعي في كل متكامل . ولا يقتصر هذا النموذج المضمر للمعرفة عن العلوم الطبيعية فقط ، بل يري بولاني إمكانية تطبيقة في العلوم الإنسانية بوجه عام وفي الدين علي وجه الخصوص ولكننا نتحفظ علي وجهة نظر بولاني الأخيرة .
الفصل الخامس : نظرية الصدق وابستمولوجيا التقدم العلمي :
يختلف بولاني مع الوضعية في رؤيته لمعياري المعني والصدق ، فالوضعية تضع قواعد صارمة للعملم وترفض الجانب الميتافيزيقي هذا الجاني الذي يلعب دورا هاما في نظرية بولاني الخاصة بالمعرفة الشخصية . ويتحقق التقدم العلمي في المعرفة عند بولاني من خلال وجود خاصيتين هما : الجمال والنضال الموجه للكشف . ويرفض بولاني التكذيب البوبري لأنه ليس حاسما بصورة كلية ويتفق مع لاكاتوش حيال عدم التكذيب الفوري وضرورة التشبث بالنظريات بعض الوقت ، ويتفقان معا أيضا حيال رفض التجارب الحاسمة التي قال بها بوبر . وتقترب أفكار بولاني مع كون فيما يتعلق بوجود نماذج إرشادية وعلمية يخضع لها العالم وكذلك فيما يتعلق بوجود عمليات لا إرادية خاصة بالكشف العلمي ولا يمكن التحكم فيها . ويتفقان أيضا حول التعويل علي علم نفس الجشطلت وعمليات الدمج المضمر ، وفي نهاية الفصل نحاول باختصار تفسير نظرية الكوانتم في ضوء إبستمولوجيا بولاني .
أخيرا ، وفي الخاتمة نقدم اجمالاً لأهم النتائج التي توصل اليها الباحث في دراسته لاشكالية تقدم المعرفة العلمية عند بولاني ومقارنته بمعاصريه .
وأخراً ، نلحق البحث بملحق يتضمن ثبت لاهم مصطلحات فلسفة بولاني حتي تعم الفائدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Powered By Blogger