الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

المكتبات الرقمية

المكتبات الرقمية المفهوم والتطور
تعريف المكتبات الرقمية
تعتبر ظاهرة المكتبة الرقمية أو المكتبة الافتراضية ظاهرة جديدة في عالم تقنيات المعلومات والتي تستخدم فيها تقنية المعلومات والاتصالات
وأعمال الحوسبة بصورة مكثفة مبشراً ببزوغ فجر جديد في عالم تقنية المعلومات . وقد جاءت نتيجة لدمج تقنية الاتصالات وتقنية الحاسب الآلي
. Service ٬ والخدمة Access وما يرتبط به من صناعات متطورة للبرمجيات ٬ وينصب اهتمام المكتبة الإلكترونية على الإتاحة
كما تعتبر المعلومات و المعارف من أهم متطلبات التعلم ٬ والبحث ٬ والإبدا ع. فالمكتبات التقليدية توفر هذه المعلومات والمعارف لمستخدميها
بالطرق التقليدية ٬ وبشكل منفر د. والتحول إلى مجتمع المعلومات يعتمد اعتماداً كبيراً على توفر المعلومات والمعارف ٬ وسهولة الوصول إليها بكل
فاعلية ويسر . فعلى سبيل المثال ٬ إن عملية إجراء بحث علمي تتكون من عدة مراحل؛ أولها إجراء مسح شامل لجميع المعلومات ٬ والدراسات ٬
والكتب ذات العلاقة بالبحث . وتتطلب هذه المرحلة وقتاً ٬ وجهداً كبيراً باستخدام الطرق التقليدية ٬ قد تصل إلى أكثر من ٥ ۰ % من عملية إجراء
البحث ٬ وأحياناً تشكل عائقاً كبير اً. وقد أنشأت دول عدة مكتبات رقمية تقدم خدمات متعددة . فقد تم إنشاء مكتبة الكونجرس الرقمية الأمريكية في
عام ۱۹۹٥ م ٬ ومكتبة كاليفورنيا الرقمية ٬ ومكتبة أكسفورد الرقمية في بريطانيا .
وتواجه المكتبة العربية تحدياً حقيقياً في عصر تقنية المعلو مات ٬ حيث إن التحول من المكتبة التقليدية الورقية إلى المكتبة الرقمية أصبح ضرورة
يتطلبها نمط الحياة اليومي من حيث السرعة والدق ة. لذلك لجأ العديد من المؤسسات العربية ٬ منفردة ٬ إلى القيام بمشروعات ميكنة المكتبة
العربية . وعلى الرغم من تعدد هذه المشروعات من حيث ا لنوعية إلا أنها كانت في معظمها تجارب محلية لا تسهم في حل العديد من مشكلات
البنية التحتية لتداول المعلومات بين الدول العربية بشكل معياري سليم .
إن هناك حاجة ماسة وكبيرة إلى توحيد الجهود في سبيل بناء مكتبة عربية رقمية ٬ من أجل الوصول إلى مستوى يستطيع أن يلبي احتياجات
المجتمع العربي ٬ والإسلامي ٬ والدولي .
إن مشروع المكتبة الرقمية العربية هو مشروع مستحدث في المنطقة العربية لاقي دراسات وتوجيهات وتوصيات بضرورة إقامته إلا أنه حتي يومنا
هذا ٬ لم يخرج لنا مشروع متكامل عن المكتبة الرقيمة العربية تظهر أفكاره وأهدافه إلي حيز التنفيذ .


وهناك تعريف أخر للمكتبات الرقمية
ليس هناك تعريف متفق عليه للمكتبة الرقمية حيث هناك العديد من التعريفات التى توضح مفهوم المكتبات الرقمية ومن أهم هذه التعريفات ما يلى :
1 – توفير المكتبة الرقمية مصادر وخدمات رقمية ، وقد تكون المصادر فى أشكال رقمية متنوعة ، وتعتمد الخدمات على المصادر المكتبية التقليدية التى تمكن من تقييم وتنظيم وتخزين واسترجاع واستخدام المواد على أى موقع مادى ولكنها توفر نقطة إتاحة مباشرة واحدة ويمكن أن توفر اتاحة الى المصادر بعض الطلبة بكلية simmons بالولايات المتحدة بتقييم بعض التعريفات المتنوعة عن المكتبات الرقمية ووجدوا العناصر المشتركة التالية بين المفاهيم المتنوعة ، حيث ذكروا أن المكتبات الرقمية تهدف إلى امتلاك الأهداف الهامة والمثالية التالية:
* تخدم بشكل مثالى مجتمع محددا أو مجموعة من المجتمعات
* قد لا تكون كيان واحد
* ندمج المعرفة الاضافة إلى الاتاحة
* توفر إتاحة سريعة وفعالة مع أنماط اتاحة متعدد
* يوفر اتاحة مجانية ( ربما فقط إلى مجتمع محدد)
* تملك وتضبط مصادرها ( البعض منها قد يتم شراءه )
* تملك مجموعات والتى
- كبيرة ومستمرة مع الوقت
- نظمة ومدارة بشكل جيد
- تحتوى على أشكال عديدة
- تحتوى كيانات وليس صور فقط
- تحتوى كيانات من الصعب الحصول عليها
- تحتوى كيانات رقمية من الأساس
3 –قدم اتحاد المكتبات الرقمية(DIF )
Digitah library federation
تعريف واسع للمكتبات الرقمية حيث ذكر أن المكتبات الرقمية : هى المؤسسات التى توفر الموارد وهذا يتضمن العاملين المتخصصين لأختيار وبناء وعرض إتاحة فكرية إلى تفسير وتوزيع وحفظ وسلامة وضمان استمرارية مجموعات من أعمال رقمية متاحة بسهولة وبشكل اقتصادى لاستخدام بواسطة مجتمع محدد أو مجموعة من المجتمعات
4 – ويشير أرمر Arms أن المكتبة الرقمية هى مجموعة مدارة مخزنة من المعلومات مع خدمات متصلة ، حيث المعلومات مخزنة فى أشكال رقمية ومتاحة على الشبكة والمعلومات يجب أن تكون منظمة على الحاسبات ومتاحة لى الشبكة مع اجراءات لاختيار المواد فى المجموعات وتنظيمها وجعلها متاحة وحفظها
5 – أتحاد مكتبات البحث Assactiation of research libraries
حدد الأتى كعناصر عامة لتعريفات المكتبات الرقمية
- المكتبة الرقمية ليست كيان واحد
- تتطلب المكتبة الرقمية تكنولوجيا لربط المصادر الأخرى العديدة
- الاتاحة الكونية للمكتبات الرقمية وخدمات المعلومات يعتبر هدف
- مجموعات المكتبات الرقمية ليست مقصورة على بدائل الوثائق فهى تشمل أيضا المواد الرقمية التى لا يمكن أن تمثل أو توزع فى أشكال مطبوعة
6 - المكتبة الرقمية هى بيئة تكنولوجيا موزعة التى تقلل بشكل ملحوظ موانع خلق ونشر ومعالجة وتخزين وتكامل وإعادة استخدام المعلومات بواسطة الافاد والمجموعات
يمكن الخروج من هذه التعريفات بالعديد من الملاحظات ولكن لأغراض هذا الفصل سنركز على الملاحظات التالية :
1 – لا تملك المكتبة الرقمية موقع مادى عكس المكتبة الهجين التى تملك موقع مادى محدد مثل المكتبة التقليدية
2 – تشتمل المكتبة الرقمية على معلومات رقمية خلفت رقميا من الأساس أى ليس لها بدائل ، كما تشتمل على معلومات رقمية خلفت من بدائل تناظرية كما أنها يمكن أن توفر إتاحة ليس فقط لمجموعاتها ولكن للمصادر البعيدة أيضا
3 – يتم استخدام المهارات التقليدية المعروفة لتقديم خدمات المكتبات الرقمية واختيار المواد وتقييمها وتخزينها وتنظيمها .

وأيضا هناك تعريف اخر للمكتبات الرقمية
هناك من عرفها بأنها مجموعة من المعلومات الالكترونية منظمة للاستخدام على المدى الطويل وقد ذكرت منى الشيخ تعريفا علميا للمكتبة الرقمية الذى يبعد المكتبتين عن الغموض والالتباس هو أن نفترض أولا أن المكتبة الرقمية هى المكتبة تقليدية من حيث المفهوم والأداء والأهداف ومن حيث المهمات المكلفة بها من اقتناء المجاميع وحفظها وتطويرها والتحليل الموضوعى لها وإعداد الببليوغرافيات والكشافات وخزن واسترجاع المعلومات والخدمات المرجعية الأخرى وخدمات المستفيدين بشكل عام
وقد قارن عبد الوهاب أبا الخيل بين المصطلحات المختلفة على الرغم من أن هناك من يعتقد أن مصطلح المكتبة الرقمية قد يستخدم كمرادف لمصطلح المكتبة الالكترونية لعين الشئ نفسه إلا أن ثمة اختلافا بينهما لأن المكتبة الالكترونية تحتوى على مصادر معلومات الكترونية كالمليزرات والمصادر المتاحة على الخط المباشر للاتصال بقواعد معلومات عالمية وحلية ولكنها قد تحتوى فى الوقت نفسه على مواد أخرى تقليدية بمعنى آخر أن وجود مواد الكترونية فى أى مكتبة أو حتى استخدمها بشكل موسع لا يوجب تسميتها بمكتبة رقمية فالمكتبة الرقمية تعتمد اعتمادا كاملا على الشكل الالكترونى الرقمى فقط أى ليس للمواد التقليدية أ وجود بها .
وثمة تقارب شديد بين مصطلح المكتبة الرقمية Digitial Library والمكتبة الافتراضية Virtual libaray فالمصطلحان مترادفات ويستخدمان ليقصد بها تلك القواعد الالكترونية للمعلومات التى يتم الوصول إليها فى أى وقت ومن أى مكان فالحقيقة أن المصطلحين متداخلان ومترابطان بشكل يصعب معه الفصل بينهما وهذا أحد اسباب الغموض الذى يعترى مفهوم المكتبة الرقمية لا يوجد ترابك قوى من شأنه خلق مشكلة بين مفهوم المكتبة الرقمية Digital Library المكتبة المهيبرة ( أو المهجنة Hybrid library ) ولكن المسكلة فى تشابك مفهوم المكتبة المهبيرة مع المكتبة الالكترونية Electronic Library فكلتاهما تتعامل مع المصادر التقليدية إلى جانب المصادر التقليدية إلى جانب المصادر الرقمية والخدمات الرقمية بأنواعها وعلى أى حال فإن مما زاد من غموض هذه المصطلحات وتداخلا المعادلة التالية يمكن نفرق أو نميز بين هذه المصطلحات ولو من وجهة نظر مرحلية أو تاريخية مكتبة تقليدية ثم مكتبة الكترونية ( التى يمكن أن يندرج تحتها المكتبة الافتراضية والمكتبة المهيبرة ) ثم أخيرا المكتبة الرقمية
أسباب أنشاء المكتبة الرقمية
۱ الحاجة إلى تطوير الخدمات وتقديمها بشكل أسرع وأفضل .
۲ وجود تقنية مناسبة وبتكاليف مناسبة .
۳ وجود العديد من أوعية المعلومات بشكل رقمي ومتاح تجارياً .
٤ انتشار الإنترنت وتوفرها لدى العديد من المستفيدين .
بعض مميزات المكتبة الرقمية العربية :
لاشك أن المكتبة الرقمية تتميز عن التقليدية وتتفرد بخصائصها وفوائدها ومنها
: ۱. تكون السيطرة على أوعية المعلومات الإلكترونية العربية سهلة وأكثر دقة وفاعلية من حيث تنظيم البيانات والمعلومات وتخزي نها وحفظها وتحديثها مما ينعكس على استرجاع الباحث لهذه البيانات والمعلومات .
۲ . يستفيد الباحث العربي من إمكانات المكتبة الإلكترونية عند استخدامه لبرمجيات معالجة النصوص ٬ ولبرمجيات الترجمة الآلية عند توافر ها ٬ والبرامج الإحصائية فضلاً عن الإفادة من إمكانيات نظام النص المترابط والوسائط المتعددة .
۳ . إمكانية الحصول على المعلومات والخدمة عن بعد تخطي الحواجز المكانية والحدود بين الدول والأقاليم العربية واختصار الجهد والوقت ٬ وبإمكان الباحث أن يحصل على كل ذلك وهو في مسكنه أو مكتبه الخاص .
٤ . يمكن البحث والاستعارة منها في كل الأوقات ومن على بعد .
٥ . إمكانية الاستفادة من الموضوع ومطالعته من قبل عدد كبير من الباحثين في وقت واحد .. ( Multimedia )
٦ . تساعد في نشر الوعي الثقافي الرقمي العربي وتشجيع الباحثين والمؤلفين على الاستفادة من الوسائط المتعددة

۷ . مواكبة التقدم التقني في العالم واستغلال وجود تسهيلات اكبر للوصول إلى شبكات المعلومات .
۸ . الخدمة ذاتية وبالتالي يقل العبء على المكتبة .
۹ . أنها أقل تكلفة
نشأة المكتبة الرقمية
===
تاريخ المكتبات الرقمية
ما الذي يميز المواد أو الوسائط الرقمية عن غيرها، سواء كانت هذه المواد ملفات نصية، أو أفلام، أو موسيقى، وما إلى ذلك. الإجابة المختصرة هي أن هذه الوسائط أو المواد (في معظم الأحيان) سهلة الإنتاج والتوزيع إلى الملايين بتكلفة تصل إلى الصفر. فإنتاج كتاب ما مثلا يكلف الشركة الناشرة مبلغا معينا يتضمن شراء حقوق النشر والتوزيع من المؤلف، وأجور المؤلف. وفي العالم التقليدي تتضمن التكاليف أيضا تلك الخاصة بالطباعة والتوزيع والنقل والتخزين، وما إلى ذلك. أما في العالم الرقمي فيمكن توفير كميات كبيرة من هذه التكاليف بوضع ملف الكتاب (نسخة واحدة) على جهاز مزود مركزي وبيعها للمشترين الذين يتصلون بالمزود عبر إنترنت. وبالتالي فإن تكلفة بيع كتاب إضافي هي صفر بالنسبة للشركة الناشرة، وكل ما تجنيه من بيع النسخة الرقمية يعتبر ربحا صافيا. لكن هذه الأرباح التجارية لم تكن هي ما داعب أحلام الشاب مايكل هارت في عام 1971 عندما قام بإنشاء أول مكتبة رقمية في تاريخنا المعاصر، وأطلق عليها اسم مشروع غوتنبرغ مخلدا بذلك اسم الرجل الذي اخترع الطباعة في القرن الخامس عشر، منهيا بذلك سيطرة رجال الكهنوت المسيحي على إصدار ونشر الكتب، مؤذنا بذلك عصر التنوير في أوروبا وتمكين المواطن الأوروبي العادي من اقتناء وقراءة الكتب. مايكل هارت هو غوتنبرغ العصر الرقمي؛ الحلم الذي راوده في عام 1971، ولا زال يراوده حتى يومنا هذا هو تمكين كل من يملك وصلة إنترنت وجهاز كومبيوتر، من الحصول على وقراءة أمهات الكتب وأصول المعرفة الإنسانية. ويعتبر موقع مشروع غوتنبرغ اليوم نقطة مركزية لكل من يرغب بالحصول على نسخة رقمية من أعمال مشاهير الكتاب والمفكرين على مر العصور، طالما لم تكن هذه الأعمال مشمولة بقوانين حماية الملكية الفكرية. ويوجد ضمن الموقع اليوم أكثر من عشرة آلاف من هذه الكتب، والتي تتوفر كملفات نصية مضغوطة، أو كملفات نصية فقط. وقد كان هدف هارت منذ البداية هو أن يتمكن من تزويد مستخدمي إنترنت بأكثر من تريليون ملف نصي مع نهاية العام 2001. ورغم الكميات الهائلة من الملفات المتوفرة ضمن موقع مشروع غوتنبرغ، فإنه لم يحتو على كثير من الميزات التي يمكن أن تجعل منه مكتبة رقمية كاملة، مثل إمكانيات البحث في النص، أو تصنيف الكتب، وما إلى ذلك، ولا يحتوي الموقع حتى اليوم إلا على محرك بحث بسيط يبحث في الكتب حسب العناوين أو حسب اسم المؤلف. والسبب في ذلك هو أن هارت منذ البدء ليس بمهتم بالنواحي التقنية للموقع، وهدفه الوحيد، وحلم حياته، هو أن يضع أكبر كمية من الكتب الرقمية المجانية على الشبكة. ويحصل هارت على تمويله اليوم من الجامعة البندكتية في ولاية إلينوي، والتي عينته أيضا أستاذا في علوم النص الإلكتروني ووفرت له المعدات اللازمة لتشغيل الموقع، كما يعاون هارت في جهوده شبكة من المتطوعين يبلغ عددهم حوالي الألف. ==ولكن هارت لم يكن وحده في جهوده الرامية إلى إنشاء أضخم مكتبة إلكترونية للنصوص الرقمية، حيث ظهر في أوائل التسعينيات مشروع واير تاب وهو موقع يستخدم إلى اليوم تقنية غوفر لتداول الملفات عبر الشبكة، ويحتوي على مجموعة هائلة من النصوص الرقمية المتخصصة، كنصوص المعاهدات والقوانين الدولية، والوثائق التقنية والعسكرية وما إلى ذلك. وفي عام 1993 قام شاب اسمه جون مارك أوكربلوم، وكان طالبا في علوم الكومبيوتر ويعمل كمدير لموقع إنترنت الخاص بجامعة كارنيغي ميلون، ببدء العمل على فهرس يضم وصلات إلى جميع الكتب الإلكترونية الموجودة على الشبكة بما في ذلك مشروع غوتنبرغ. وأطلق أوكربلوم على فهرسه هذا اسم صفحة الكتب الإلكترونية The Online Books Page. وفي عام 1998 حصل أوكربلوم على درجة الدكتوراة في علوم الكومبيوتر وانتقل إلى جامعة بنسلفانيا حيث أخذ يعمل على الأبحاث المتعلقة بعلم المكتبات الرقمية في مكتبة الجامعة وقسم علوم الكومبيوتر، مرتكزا على فهرسه الأساسي الذي طوره في جامعة كارنيغي ميلون والذي أصبح الآن جزءا من مراجع المكتبات الرقمية لدى جامعة بنسلفانيا ويحتوي الموقع اليوم على وصلات لعشرات الألوف من الكتب الإلكترونية المجانية باللغة الإنجليزية أو غير المجانية ولكن التي سمح مؤلفوها بنشرها عبر إنترنت. كما يحتوي الموقع على وصلات إلى العديد من المواقع التي تقوم بنشر الكتب الإلكترونية مثل مشروع غوتنبرغ. ولا تقوم أية جهة رسمية بتمويل الموقع، ولا زال أوكربلوم يقوم إلى اليوم بالاعتناء بالموقع مجانا ودون أي مقابل.
خصائص التى تتميز بها المكتبات الرقمية :
- ادارة المصادر من خلال الحاسب .
- القدرة على الربط بين ما لك من معلومات والباحث من خلال قنوات الاتصال .
- وجود افراد متخصصين لتقديم الخدمة عبر الوسائل الالكترونية .
- القدرة على تخزين وتنظيم ونقل البيانات والم علومات الى الباحث
- الحفاظ على البيئة ٬ فوجود المكتبات الرقمية التى تحفظ المعلومات فى صورة الكترونية رقمية سيوفر الى حد كبير لك الكم الهائل من الورق والاخبار بالنسبة لمحتوى المكتبة الرقمية فانه يتميز بالاتى :
- أ– الحداثة ب – الشمول ج الفورية
د – يمكن الحصول على المكتبة من مصادر الاهلية
- يمكن تمثيل المعلومات فى اشكال مختلفة
– يمكن للدارسين والباحثين عمل مادة للنشر ونشرها فى المكتبات الرقمية
وبالاضافة الى هذه الخصائص فالمكتبة الرقمية باعتبارها مجالا تطبيقيا لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات فانها تتميز بجانب ذلك بالعديد من الخصائص التى ترتبط بمستحدثات تكنولوجيا الاتصال والمعلومات التى اصبحت تعتمد عليها فى تحقيق وظائفها .
ومن هذه الخصائص :
۱ التفاعلية : بمعنى ان هناك سلسلة من الافعال الاتصالية التى يستطيع الفرد فيها ان ياخذ موقع الفرد ويقوم بافعالة .:
۲ اللاجماهيرية: اى ان الرسالة الاتصالية يمكن ان توجة الى واحد او الى جماعه معينة ايضا . تعنى درجة تحكم فى الاتصال بحيث تصل الى الرسالة مباشرة من منتج الرسالة الى المستفيد .
۳ اللاتزامنية : وتعنى امكانية ارسال الرسائل واستقبالها من وقت مناسب للفرد المستخدم ولا تتطلب من كل المشاركين ان يستخدموا النظام فى الوقت نفسه فمثلا فى نظام البريد الالكترونى ترسل الرسالة مباشرة من منتج الرسالة الى مستقبلها فى اى وقت دون الحاجة لتواجد مستقبل الرسالة .
وظائف المكتبات الرقمية :
۱ الوصول الى المعلومات الالكترونية للاشخاص الذين ليس لديهم وسيلة اتصال مادية
۲ توفير أشخاص مدربين لمساعده المستخدمين فى استكشاف مصادر المعلومات الالكترونية .
۳ وجود موقع مركزى تتم فيه الطباعه بسرعه كبيرة واعاده نسخ الوثائق المخزنة الكترونيا .
٤ القيام بعمليات الانتقاء ٬ التجميع ٬ التصنيف ٬ الفهرسه ٬ للمعلومات سواء العامه أو المتخصصه .
٥ توفير طرق اتصال مجانيه أو قليلة التكلفه بالنسبة للمجتمع ٬ يتم من خلالها الحصول على الوثائق أو المعلومات ذات التكلفه ع بر الموارد الالكترونية .
٦ تكامل الطباعه والتجميع الالكترونى ٬ وهو دور مؤقت مطلوب فقط حتى تصبح تكلفه مصادر المعلومات بأكملها رقميه .
۷ تقديم خدمات المعلومات وهى الحصول على المعلومات من موارد المعلومات الالكترونية استجابه لأسئله المستخدم .
۸ اتاحه الوصول الى مصادر المعلومات لكل من الطلاب ٬ والباحثين والعلماء .
الوظائف الرئيسية لها :
۱ وظيفة الاتصال : وهى التى تمكن المستفيد من استخدام المكتبة الالكترونية كنقطه اتصال بشبكه مكتبات الكترونية اخرى او بمجرى قواعد البيانات .
۲ وظيفة اتاحه المصادر : فى المكتبة الرقمية تعكس الاتاحه عن بعد لمحتويات وخدمات المكتبات وغيرها من مصادر المعلومات ٬ بحيث تجمع بين الاوعيه على الموقع والمواد الجارية والمستخدمة بكثرة سواء كانت مطبوعه او الكترونية . وتستعين فى ذلك بشبكه اليكترونية نزورها بامكانية الوصول الى المكتبات او المصادر العالمية الخارجية واستلام الوثائق منها . اى ان المستفيد سيكون لديه مكتبه تمثل تجمع المصادر الخاصه بعديد من المكتبات وخدمات المعلومات .
مستقبل المكتبة الرقمية
رغم التطورات الكبيرة في مجال تقنيات الكتب والمكتبات الرقمية فلا زال أمامها شوطا بعيدا كي تقطعه لتحقيق الانتشار الكامل، والمشكلة الأساسية هنا هي موضوع حقوق النشر والتأليف. فمن ناحية يجمع الكثيرون من أقطاب الصناعة على أن تقنيات حماية وإدارة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالمحتوى الرقمي لم تحقق بعد مستوى الأمن المطلوب، حيث لا زال من السهل كسر التشفير الخاص بالكثير من هذه الأدوات، كما حصل في حالة شركة أدوبي مؤخرا حين تمكن أحد الهكرة الروس من كسر شيفرة كتبها الرقمية. وترى شركات النشر أنه ما لم يتم حل هذه المعضلة فإنهم يخشون أن تؤول الكتب الرقمية إلى مصير مشابه لما حصل في صناعة الموسيقى عند ظهور نابستر، ويقولون بأن مصير التقدم البشري مرهون بحل هذه المشكلة، فإذا ما تمت قرصنة الكتب على نطاق واسع فإن ذلك سيؤدي إلى امتناع المؤلفين عن الكتابة والنشر، مما سيؤدي إلى تضاؤل النتاج العلمي. ولكن شركات النشر، وتحت هذا الغطاء، والذي نفهمه ونقدره كوننا كتابا، تخوض حربا شرسة لتمديد الفترة التي يكون فيها كتاب ما خاضعا لحقوق الملكية الفكرية. وقد نجحت الشركات الأمريكية في عام 2000 إلى مد الفترة التي يكون فيها كتاب ما خاضع لحقوق الملكية الفكرية إلى 75 عاما بعد موت المؤلف، وهو تمديد يهدد المكتبات الرقمية المجانية من أمثال مشروع غوتنبرغ، والذي يتخصص في رقمنة الكتب التي لم تعد خاضعة لقوانين حماية المؤلف، والتي كانت في الماضي تسقط عن الكتب بعد 25 عاما من موت المؤلف. ويقول مايكل هارت وأوكربلوم بأن هذه القوانين تحمي الشركات الناشرة وأرباحها فقط. ويقول أوكربلوم مازحا بأنه طبقا لهذا القانون فإن المخططات الهندسية لأول طائرة، والتي ابتكرها الأخوان رايت، لا تزال محمية بقوانين حماية المؤلف الجديدة. وأخيرا هنالك موضوع البنية التحتية الخاصة بإنترنت التي نعهدها اليوم، وخصوصا المواضيع المتعلقة بالبروتوكولات المستخدمة لنقل البيانات حاليا (وعلى رأسها TCP/IP)، والتي لا تسمح بتقديم خدمات متقدمة وآمنة لرواد المكتبات الرقمية. وهذا أمر بأمل القائمون على مشروع إنترنت 2 Internet 2 بأنه سيتغير، حيث أن هذا المشروع لن يوفر سعة الموجة اللازمة لتداول المحتوى الرقمي وحسب، بل سيقوم أيضا بتطوير بروتوكولات تناقل البيانات لتدعم نوعية خدمة أفضل Quality of Service. ومن الجدير بالذكر هو أن مشروع إنترنت 2 قام بمبادرة من مجموعة كبيرة من المعاهد الدراسية والجامعات الأمريكية ومراكز البحث العلمي، التي تنظر إلى المكتبات الرقمية كأحد المبررات الأساسية للمشروع
فوائد المكتبة الرقمية
هناك فوائد عدة للمكتبة الرقمية تنفرد بها وتميرها عن المكتبة التقليدية ومن بين هذه الفوائد
- تمكن الباحث من الوصول إلى محتويات المكتبة ومصادرها من أى مكان يتواجد فيه كمنزل او مكتبة الخاص او أماكن أخرى خارج مبنى المكتبة دون الحاجة للذهاب إلى المكتبة بل أن المكتبة الرقمية تأتى بالمكتبة إليه .
- تعطى المكتبة الرقمية القدرة لعدد من الأشخاص والباحثين ( ولو تباعدوا فى أماكنهم على استخدام تحديث المعلومات فى المكتبة والبحث فيها فى الوقت نفسه
- امكانية تحديث المعلومات فى المكتبة الرقمية حيث أنها تحتوى على مصادر معلومات تحتاج إلى تحديث كالموسوعات والأدلة وغيرها من المراجع حيث تضاف التعديلات الجديدة التى يدخلها الناشر آليا إلى قاعدة المعلومات فى المكتبة
- تمكن من وصول الباحث إلى مصادر المعلومات فى أى وقت يشاء
- تقلل من الحجم المحسوس لتخزين المعلومات بشكل فعال
- تقلل من التعامل الفعلى من الأشياء بنفسها كأن تستخدم الكتاب نفسه دائما ولمرات عدة حتى يبلى
- توفر الفرصة لاستثمار أفضل للأموال المصروفة وتحقيق أفضل مما يعنى فاعلية الأموال المصروفة

أن التجديد التربوي يعد ضرورة تقتضيها متغيرات العصر الحديثة، ونتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي في هذا العالم أصبحت الحاجة قوية إلى التجديد التربوي للإفادة من التقنيات الجديدة. ويهدف التجديد التربوي إلى تحسين نوعية التعليم وتطويره شكلاً ومضموناً، طريقة ومحتوى. ولا يتم ذلك بطريقة عفوية بل لابد أن يتم على ضوء البحث العلمي المسخر لخدمة التعليم وعلاج مشكلاته ومشكلات المجتمع، لذلك يجب التركيز على أهم الأبحاث والتجارب والمشروعات التربوية التي تهدف إلى التجديد وتقدم العديد من الابتكارات الحديثة. فالإفادة من هذه الأبحاث يستلزم نظام تربوي يسعى ويصبوا إلى التقدم والتطور. فالهدف الرئيسي من التجديد التربوي هو تطوير النظام التعليمي وزيادة إنتاجيته، وفاعلية مخرجاته. (الخطيب، 1993م :452)بسبب التطورات الحديثة السريعة والمتلاحقة، والمبتكرات الجديدة استطاعت تكنولوجيا الاتصال والمعلومات من أن تغير في حياة الناس بصورة هائلة في العقدين الماضيين. ومن التجديدات الحديثة التي ساعدت التقنيات على ظهورها هي المكتبة الرقمية Digital Library ، حيث تعمل التقنيات الالكترونية المتطورة والتي تشمل الحاسبات الشخصية القوية منخفضة التكلفة، والماسح الضوئي، الانترنت، البريد الالكتروني، وغير ذلك من الابتكارات الحديثة تعمل وبسرعة على تغيير أساليب المكتبات في تنمية المجموعات، وفي اختزان المعلومات واسترجاعها (قاسم،2002م :115). ستتناول هذه الورقة موضوع المكتبة الرقمية حيث ركزت على عدة محاور وهي:• مفهوم المكتبة الرقمية• مواصفات المكتبة الرقمية• ظهور المكتبة الرقمية • أغراض وأهداف المكتبة الرقمية• فوائد المكتبة الرقمية • مكونات واحتياجات المكتبة الرقمية• المشاكل والصعوبات المتوقعة عند إنشاء مكتبة رقمية• أهمية المكتبة الرقمية للتعليم والبحث العلميمفهوم المكتبة الرقمية:مع بداية التسعينات من القرن العشرين أخذت المكتبات تتجه نحو التحول أو الانتقال من المكتبات التقليدية إلى ما يعرف الآن بالمكتبة الرقمية Digital library. وقد ساعد على ذلك ظهور شبكات الانترنت. فعلى أمناء المكتبة والعاملين بها ملاحقة التطور ومواكبته لأننا نعيش في عصر المعلومات أو العصر الالكتروني. أن المكتبات الرقمية لا تزال في بدايتها وهي تواجه تحديات كبيرة وعديدة سواء من الناحية الإدارية أو التنظيمية أو حتى من ناحية الغموض الذي يحيط مفهوم المكتبة الرقمية.المكتبة الرقمية من حيث مفهومها قد تكون موقعاً على الانترنت أو قد تكون الإنتاج الفكري المخزن على أجهزة الحاسب، فالمكتبة الرقمية هي تلك المكتبة التي تشكل المصادر الالكترونية لكل محتوياتها وقد لا تحتاج لمبنى يحتويها وإنما تحتاج شبكة تربطها بالنهايات الطرفية للاستخدام. هناك العديد من التعاريف للمكتبة الرقمية إلا أن هناك بعض الغموض الذي يحيط هذا المفهوم، ولا شك من أن حداثة المصطلح وظهوره في وقت متأخر أدى إلى بروز عدة أمور أو أسباب ساعدت على هذا الغموض ، والتي أوضحها عبد الوهاب أبا الخيل فيما يلي :أولا : تداخل مصطلح (المكتبة الرقمية) مع مصطلحات حديثة أخرى قريبة منه . وبذلك قد يصبح (وفي أحيان كثيرة) انه من الصعوبة بمكان الفصل بينها بشكل واضح وقاطع . فهي تتفق في المعنى تارة ، وتختلف أو تتداخل تارة أخرى . ومن هذه المصطلحات :• المكتبة الإلكترونية Electronic Library .• المكتبة الافتراضية Virtual Libaray .• المكتبة المهيبرة ( أو المهجنة ) Hybrid Libaray .ثانياً : مشاركة عدة خبراء ومتخصصين من خلفيات وتخصصات علمية مختلفة في إنشاء وإدارة هذا النوع الجديد من المكتبات. وهذا أدى إلى اختلاف وجهات النظر حيال مفهوم المكتبة الرقمية حيث إن كل فئة تعرّف هذا المصطلح من وجهة نظر تخصصية.ثالثاً: الخلط الحاصل الذي يعتقده كثير من الناس من إن المكتبة الرقمية هي الانترنت. (أبا الخيل، 2002م : 40-46).وقد ذكرت منى الشيخ العلاقة بين شبكة الانترنت والمكتبة الرقمية حيث أن الانترنت وما يحتويه من مصادر ضخمة للمعلومات أو ما يعرض على www لم يصمم لخزن واسترجاع المعلومات عن الأدب المنشور وفق نظم المكتبة، وإنما يمكن تصوره بأنه عبارة عن مخزون غير منتظم لنتاج جماعي ولما ينشره العالم من منشورات رقمية وباختصار شديد فإن الانترنت ليست هي المكتبة الرقمية. (الشيخ، 2000م :87)كما ذُكر سابقا أن هناك مسميات عدة للمكتبة الرقمية وسوف نعّرف كل واحد منها ونوضح الفروق بينها.المكتبة الالكترونية Electronic Library : يقصد بالمكتبة الالكترونية تلك التي تشكل مصادر المعلومات الالكترونية ، كتلك الموجودة على الأقراص المدمجة CDs أو عبر الشبكات المتنوعة كالانترنت ، الجزء الأكبر من محتوياتها والخدمات التي تقدمها ، ولكن ليس جميع محتوياتها بهذا الشكل حيث يمكن أن تحوي بعض المصادر التقليدية. (السريحي و حمبيشي، 1421هـ :199)المكتبة المهيبرة Hybrid Library :أما المكتبة المهيبرة Hybird Library فيقصد بها تلك المكتبة التي تحتوي على مصادر معلومات بأشكال متنوعة كالالكترونية والتقليدية مثل النصوص والصور ويتم استخدامها بشكل تبادلي. (السريحي وحمبيشي، 1421هـ :199)المكتبة الافتراضية Virtual Library :الحقيقة إن مصطلح المكتبة الافتراضية يعتبر من المصطلحات الحديثة جداً . وعلى الرغم من قلة التجارب وحداثتها وقلة ما كتب عنه ، إلا انه قريب جداً من مفهوم المكتبة الرقمية . فالفكرة من المكتبة الافتراضية هي أن تتم معالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها بالطرق الالكترونية الحديثة ، وهي أيضا تعتمد على مبدأ المشاركة والتعاون حيث يمكن للباحث الإفادة من المكتبة وزيارتها عن بعد ( دون الذهاب إليها ) والبحت عن المعلومات المرغوب فيها والإطلاع عليها وتصويرها والاستفادة من جميع مواد المكتبة في أي وقت ومن أي مكان في العالم ، وذلك عبر الإنترنت . (أبا الخيل، 2002م :44) المكتبة الرقمية Digital Library : هناك من عرفها بأنها مجموعة من المعلومات الإلكترونية منظمة للاستخدام على المدى الطويل. وقد ذكرت منى الشيخ تعريفاً علمياً للمكتبة الرقمية الذي يبعد المكتبيين عن الغموض والالتباس هو أن نفترض أولاً أن المكتبة الرقمية هي مكتبة تقليدية من حيث المفهوم والأداء والأهداف ومن حيث المهمات المكلفة بها من اقتناء المجاميع وحفظها وتطويرها والتحليل الموضوعي لها وإعداد الببليوغرافيات والكشافات وخزن واسترجاع المعلومات والخدمات المرجعية الأخرى وخدمات المستفيدين بشكل عام. (الشيخ، 2000م :88)وقد قارن عبد الوهاب أبا الخيل بين المصطلحات المختلفة "على الرغم من أن هناك من يعتقد أن مصطلح المكتبة الرقمية قد يستخدم كمرادف لمصطلح المكتبة الالكترونية لعين الشئ نفسه ، إلا أن ثمة اختلافا بينهما ، لأن المكتبة الإلكترونية تحتوي على مصادر معلومات إلكترونية كالمليزرات والمصادر المتاحة على الخط المباشر للاتصال بقواعد معلومات عالمية ومحلية ، ولكنها قد تحتوي في الوقت نفسه على مواد أخرى تقليدية . بمعنى آخر ، أن وجود مواد إلكترونية في أي مكتبة أو حتى استخدامها بشكل موسع لا يوجب تسميتها بمكتبة رقمية . فالمكتبة الرقمية تعتمد اعتماداً كاملاً على الشكل الإلكتروني الرقمي فقط ، أي ليس للمواد التقليدية أي وجود بها.ثمة تقارب شديد بين مصطلح المكتبة الرقمية Digital Library والمكتبة الافتراضية Virtual Libaray . فالمصطلحان مترادفان ويستخدمان ليقصد بهما تلك القواعد الإلكترونية للمعلومات التي يتم الوصول إليها في أي وقت ومن أي مكان . فالحقيقة إن المصطلحين متداخلان ومترابطان بشكل يصعب معه الفصل بينهما ، وهذا أحد أسباب الغموض الذي يعتري مفهوم المكتبة الرقمية .لا يوجد ترابط قوى من شأنه خلق مشكلة بين مفهوم المكتبة الرقمية Digital Library المكتبة المهيبرة (أو المهجنة) Hybrid Library ، ولكن المشكلة في تشابك مفهوم المكتبة المهيبرة مع المكتبة الإلكترونية Electronic Library ، فكلتاهما تتعامل مع المصادر التقليدية إلى جانب المصادر التقليدية إلى جانب المصادر الرقمية والخدمات الرقمية بأنواعها. وعلى أي حال ، فإن مما زاد من غموض هذه المصطلحات وتداخلها هو أنها مصطلحات حديثة العهد في تخصص المكتبات والمعلومات . ولعلنا من خلال المعادلة التالية يمكن نفرق أو نميز بين هذه المصطلحات ولو من وجهة نظر مرحلية أو تاريخية : مكتبة تقليدية ثم مكتبة إلكترونية ( التي يمكن أن يندرج تحتها المكتبة الافتراضية والمكتبة المهيبرة ) ثم أخيراً المكتبة الرقمية." (أبا الخيل، 2002م :45)مواصفات المكتبة الرقمية:من خلال ما سبق يتضح أن هناك العديد من التعاريف للمكتبة الرقمية، وقد ذكرت رابطة مكتبات البحث Association of Research Libraries بعض العناصر الشائعة التي ميزة هذه التعاريف وهي:• ليس للمكتبة الرقمية كيان واحد.• تتطلب المكتبة الرقمية تقنية لربط مصادرها العديدة.• تربط بين العديد من المكتبات والمعلومات الرقمية حتى انتهاء المستعملين.• الهدف من المكتبات الرقمية هو الوصول والربط بين المكتبات الرقمية والخدمات المعلوماتية في أنحاء العالم.• مجموعة المكتبات الرقمية لم تحدد فقط لتوثيق البدائل، بل امتدت اعملها إلى أعمال رقمية التي لا يمكن أن تمثل في صيغ مطبوعة.( http://www.ifla.org/)ويمكن تأييد ذلك بما وضعته منى الشيخ من مواصفات للمكتبة الرقمية وهي:• المكتبات الرقمية D.L. هي الوجه الرقمي Digital face للمكتبة التقليدية والتي تضم مجاميع رقمية بالإضافة إلى المجاميع التقليدية ، وتضم كذلك مجاميع إعلامية أخرى ثابتة . فهي تضم مصادر إلكترونية وأخرى مطبوعة.• المكتبات الرقمية D.L. تضم مواد رقمية أخرى تتواجد خارج الحدود الإدارية التي تعنى بها المكتبة الرقمية .• المكتبات الرقمية تضم كل الإجراءات والخدمات التي تشكل العمود الفقري الأنظمة المكتبات ، ومع ذلك فإنّ هذه الإجراءات التقليدية لا بد أن يعاد النظر فيها وتصعيدها ضمن مفهوم المكتبات الرقمية لإسعاف متطلبات المواد الرقمية Digital media والمواد التقليدية الثابتة Fixed media .• المكتبات الرقمية تقدم منظوراً عاما متناسقاً لكل المعلومات التي تحتوي عليها المكتبة بصرف النظر عن شكلها وتصميمها .• المكتبات الرقمية سوف تخدم مجموعة محدودة أو تابعة لها من المستفيدين كما تفعل المكتبات التقليدية في الوقت الحاضر بالرغم من أن هذه المجموعة قد تنتشر وتتداخل بشكل واسع .• يتطلب من المكتبات الرقمية الجمع بين مهارات مكتبية ومهارات أخصائيي الحاسوب . (الشيخ، 2000م :88)ظهور المكتبة الرقمية :أن الحديث عن المكتبات الرقمية قديم جداً حيث سبق وجود الحاسب الآلي بشكل تجاري ، إلا أنها كانت متوقعة كنظام يوفر السرعة والسهولة في الوصول إلى مجموعات المكتبية من كتب ومواد. إن مفهوم المكتبة الرقمية المعتمد على الحاسب الآلي في حفظ موادها كان محل نقاش من المتخصصين والباحثين من خلال الندوات والاجتماعات حتى وإن كانت تطرح كمجرد تأملات . وكانت التخيلات موجودة حول حفظ المواد المكتبية واسترجاعها عن طريق الحاسب الآلي . وهذه التصورات والأفكار كانت تناقش من قبل المكتبيين واختصاصي المعلومات، ومن بين الباحثين الذين تنبئوا بظهور المكتبة الرقمية هو جيمي ماكنـزي الذي كتب في مقالته عام 1993م عن مكتبة المستقبل وبعض أراء الباحثين حول قيام المكتبة الرقمية." على الرغم من الشكوك التي تحوم حول التغييرات التي سوف تؤول إليها المكتبات المستقبلية فان هذا الفصل يحاول أن يتخيل الكيفية الممكنة المستقبلية لنظام المعلومات المخزنة (ماكنزي،1993) والتي كنا نطلق عليها (مكتبات). ماذا سوف نشاهد في المكتبات المستقبلية عندما نزورها عام 2005؟ وهل سوف يكون لدينا المختصون بعلم المكتبات في مدارسنا؟ وهل سيكون هؤلاء المختصون يعملون في أماكن التي تعود الطلاب بزيارتها أسبوعيا لجمع المعلومات لأغراض طلبها منهم أساتذتهم في فصولهم الدراسية؟ وهل سيتخلى رواد تلك المكتبات عن مشاق حمل كتبهم المستعارة؟ والسؤال الأهم هو هل سيكون هناك كتب لكي يحملونها؟... .حتى يومنا هذا، يطٌلب من العديد من تلاميذ المدارس أن يرتادوا المكتبات مرة واحدة أسبوعيا أو يتوقعون أن يحصلوا على المعلومات في الأوقات المتوفرة قبل أو بعد انتهاء حصص الدراسة أو أوقات الغداء أو الأجازات. إن المسئولين المختصين في المكتبات يبذلون جهوداً كبيرة لتقديم أفضل السبل بوضع برامج مرنة تتناسب مع أوقات مرتادي تلك المكتبات وأطول فترة ممكنة. ولكنها في اغلب الأحيان تصطدم تلك الجهود بمصالح وأولويات برامج تلك المدارس... .رؤى هذه المكتبة الالكترونية ، طبقاً لكنغ (1993) يتضمن توجيها للباحث زود بالذكاء الصناعي، أنظمة خبيرة ومادة انترنيت وروبوتات باحثة وغوفر. الحالمون، وتقارير كنغ حيث يتوقع العناصر التالية:بدون جدران ، شفافة ، حقيقة تخيلية، شبكة عالمية أو مصفوفة البيانات الرقمية،بنوك للمعرفة والمعلومات ومخازن ومصافي وارشيفات ومستودعات ، وخطوط سريعة لتوصيل الصوت والصورة إلى المستعملين في بيئاتهم المختلفة ، الذكاء الصناعي ، أنظمة خبيرة ، مادة انترنيت ، خادمات الكترونية ، مكائن للبحث من خلال عالم شبكات الاتصال ، الاستقلال من قيود المكان والوقت ، بوابات ونوافذ ومفاتيح ووصلات ذكية... ." (http://optin.iserver.net/)أغراض وأهداف المكتبة الرقمية:لقد حدد نظام المكتبة الرقمية في أمريكا الشمالية أغراض وأهداف للمكتبة الرقمية وهي:• تعجيل التصوير المنظم لتجميع وتخزين وتنظيم المعلومات والمعرفة في صيغة رقمية، وذلك لتتوفر في مجموعة المكتبات الرقمية في أمريكا الشمالية.• إيصال المعلومات الاقتصادية والمعلومات المهمة إلى جميع قطاعات المجتمع الأمريكي.• تشجيع الجهود المتعاونة التي ترفع من استثمار مصادر البحث واستخدام الحاسبات وشبكات الاتصال في أمريكا الشمالية.• تقوية التعاون والاتصال بين مجالات البحوث والأعمال والحكومة وأيضا المجتمع التربوي.• المكتبات الرقمية تأخذ دور قيادي للجيل ونشر المعرفة في المناطق المهمة والاستراتيجية.• المساهمة في أعطاء فرص دائمة لتعليم الأمريكيين. (http://www.ifla.org/)فوائد المكتبة الرقمية :هناك فوائد عدة للمكتبة الرقمية تنفرد بها وتميزها عن المكتبة التقليدية ومن بين هذه الفوائد :• تمكن الباحث من الوصول إلى محتويات المكتبة ومصادرها من أي مكان يتواجد فيه كمنزله أو مكتبه الخاص أو أماكن أخرى خارج مبنى المكتبة ، دون الحاجة للذهاب إلى المكتبة بل إن المكتبة الرقمية تأتي بالمكتبة إليه .• تعطي المكتبة الرقمية القدرة لعدد من الأشخاص والباحثين (ولو تباعدوا في أماكنهم) على استخدام نفس مصادر المعلومات في المكتبة والبحث فيها في الوقت نفسه .• إمكانية تحديث المعلومات في المكتبة الرقمية ، حيث أنها تحتوي على مصادر معلومات تحتاج إلى تحديث كالموسوعات والأدلة وغيرها من المراجع ، حيث تُضاف التعديلات الجديدة التي يدخلها الناشر آلياً إلى قاعدة المعلومات في المكتبة .• تمكن من وصول الباحث إلى مصادر المعلومات في أي وقت يشاء.• تقلل من الحجم المحسوس لتخزين المعلومات بشكل فعال .• تقلل من التعامل الفعلي من الأشياء بنفسها كأن تستخدم الكتاب نفسه دائماً ولمرات عدة حتى يبلى .• توفر الفرصة لاستثمار أفضل للأموال المصروفة وتحقيق أفضل مما يعني فاعلية الأموال المصروفة.مكونات واحتياجات المكتبة الرقمية:أن تأسيس أو بناء مكتبة رقمية يطرح تحديات جدية، لأن تحويل المواد الرقمية إلى تقليدية لن يكون بالأمر السهل والمباشر كما هو الحال عند دخول التقنيات السابقة إلى المكتبات كالفيديو والاسطوانات وغيرها، إذن لكي ننشئ مكتبة رقمية لابد من توفر بعض المكونات والاحتياجات وهي:1. احتياجات قانونية وسياسة تنظيمية، وهذا يأتي في المرتبة الأولى حيث تحدد الحقوق والواجبات للهيئة أو المؤسسة التي يمكن من خلالها بناء استراتيجية واضحة وتحديد الأبعاد والأهداف من هذا المشروع.2. احتياجات من أجهزة تقنية خاصة بتحويل مواد المعلومات من تقليدية إلى رقمية، بالإضافة إلى أجهزة الحاسب والاتصالات.3. احتياجات من برامج وبروتوكولات الربط واسترجاع المعلومات لاسيما المتعلقة بتعريب نظم الحاسبات.4. احتياجـات بشـرية مهتمة بالتخصص الموضوعي في النقاط الثلاث السـابقة، ونقصد بها الأمور القانونية والتكنولوجيـة فيما يخص الحاسـبات والاتصالات والبرامج . هذا بالإضافة إلى أخصائي معلومات متمرس قادر على إنجاز المهام التالية :• انتقاء المعلومات التي يمكن بثها.• إدخال المعلومات بأشكال مختلفة، بمعنى أن يكون قادراً على التعامل مع أوعية المعلومات شكلاً ومضموناً.• مهارات في نظم الاسـترجاع ، وهي ذات أبعاد تكنولوجية وموضوعية في آن واحـد . (أبا الخيل، 2002م :57) 5. إن من أهم احتياجات بناء المكتبة الرقمية هو بناء مجاميع رقمية بحجم يمكن أن يجعلها ذات فائدة حقيقية . (الشيخ، 2000م :91)المشاكل والصعوبات المتوقعة عند إنشاء مكتبة رقمية:على الرغم من أن المكتبات الرقمية بتجهيزاتها التكنولوجية توفر خدمات كثيرة ومتقدمة للباحثين، بالإضافة إلى تيسـير العمليات المكتبية الإدارية منها والفنية فإنه بالطبع هناك مشـاكل أو تحديات يمكن أن نتوقعها عند تنفيذ مشروع مكتبة رقمية، وهي تختلف من مجتمع إلى آخر .1. من أكبر هذه المشـكلات التي قد تكون حجر عثر لكثير من المكتبات عند تنفيذ مشروعها الرقمي مشـكلة التكاليف الباهظة التي يتطلبها المشـروع . فلو انفردت المكتبة واعتمدت على قدرتها الذاتية في التحول من مكتبة تقليدية إلى رقمية ، فإن هذا سـيكلفها الكثير من الأمـوال (أبا الخيل، 2002م :58) . فالتصميم التقني أو التكنولوجـي Technical architecture لابد من وجـوده في المكتبة الرقمية والذي يسـتوجب تطويره وتصعيده بكل مكتبة رقمية وذلك لأغراض توفير معلومات رقميـة . وهذا التصميم سـوف يحتـاج إلى مكونات عدة منها :• شبكة اتصال عالية السرعة وارتباط سريع بشبكة الانترنت.• قواعد بيانات متعددة الإطراف قـادرة على إسـناد مختلف الأشكال الرقمية digital formats .• نصوص كاملة من بحوث لتكشف وتوفر مداخل للمعلومات.• خدمات متنوعة مثل خدمات web وخدمات FTP.• إدارة للوثائق الالكترونية بإمكانها أن تسـاعد في تقديم المعونة المطلوبة لإدارة المعلومات الرقمية. (الشيخ، 2000م :91)للحد والتخفيف من هذه التكاليف المالية ذكر عبد الوهاب أبا الخيل طرق ووسائل يمكن للمكتبة الاستعانة بها. من هذه الطرق أن تستفيد المكتبة من الأدب المنشور في هذا المجال لتعرف كيف استطاع من سـبقها تحمل مثل هذه الأعباء . وهنا بعض الاعتبارات والخطوات المسـتقاة من ذلك الأدب المنشـور والتي يمكن للمكتبات الاسـتفادة منها . أن على المكتبة أن لا تعتمد فقط على تمويلها الذاتي للمشـروع ، فلا بأس أن تطلب المسـاعدة سواء من مؤسـسات وهيئات حكومية أو من شـركات خاصة . أيضا يمكـن للمكتبة التعاون مع مكتبات أخرى . وبذلك يمكن الاسـتفادة من المواد والمطبوعات التي قد حولت أصلاً إلى مواد رقمية، ومن ثم يمكن للمكتبة أن تواصل عملية التحويل حسب الحاجة. 2. وهناك مشـكلة يجب إن ينتبه إليه القائمون على مثل هذه المشـاريع ، وهي قضية حقوق التأليف . إن تحويل المواد من تقارير وبحوث ومقالات ... وغيرها إلى أشـكال يمكن قراءتها آليا machine-readable form سـوف تتطلب ، بالتأكيد ، إذناً خاص من صاحب الحق ، وهذا ينطبق على كثير من المطبوعات . والحقيقة أن طلب إذن أو السماح قد يحتاج وقتاً وجهوداً للحصول عليه . وبعد ذلك قد يكون صاحب الحق غير راغب أو يعترض على أن تكون مطبوعاته متاحة عن طريق شـبكات الكمبيوتر ، وهو يعلم أن السـيطرة على مشـكلة الاعتداءات على الحقوق الفكرية أمر صعب بل قد يكون مستحيلاً لأننا لا يمكن أن نراقب المستفيدين إذا ما أرادوا تحميل هذا الإنتاج الفكري على حساباتهم الشخصية . 3. والمشـكلة الثالثة التي تتمثل في أن تطبيق مشـروع مكتبة رقمية تظهر معه مشكلة الإرشـاد أو التعليم الببليوجرافي bibliographic instruction . ففي حين نجـد أن التعليمات المتمثلة بالصور في تشغيل نظام الكمبيوتر graphical user interface قد سـهلت كثيرا على المستخدم في التعامل معه ، نجد في المقابل أننا في حاجة إلى تدريب المسـتخدم أو الباحث على كيفية الاسـتخدام أو الوصول إلى مصادر المعلومات المتاحة في المكتبة الرقميـة . ولعل هذه المشـكلة يمكن أن تكون محلولـة عن طريق سـلسـلة التعليمات المكتوبة على شكل دفتري أو من خلال ((ملفات المسـاعدة)) التي تظهر على شـاشة الكمبيوتر help Screen . (أبا الخيل، 2002م :58-59)4. ومن المشكلات التي تقف أمام إدخال التقنية الرقمية إلى المكتبة هي قلة الخبرة في إدارة مثل هذه المشروعات.أهمية المكتبة الرقمية للتعليم والبحث العلمي:أن ما تقدمة المكتبة الرقمية من مصادر الكترونية وتقنيات رقمية لابد أن يكون لها فائدة كبيرة في مجال التعليم سواء كان التعليم العام أو الجامعي ولها فائدة في البحث العلمي. وقد ذكر برادلي ال شافنر أنه على الرغم من أن التقنيات الرقمية تحقق منافع لمجموعات المكتبات وخدمات المكتبات، فإنها تؤدي أيضا إلى إثارة تحديات جوهرية بالنسبة لمستقبل نشاط مكتبات البحث وقوتها وحيويتها. (قاسم، 2002: 116)فبما أن المكتبة الرقمية تعتمد على المصادر الالكترونية فإن الطالب هنا سيتمكن من الحصول على ما يريده وهو في بيته أو فصلة أو عملة، أن مراصد البيانات الالكترونية والكاشفات تكفل للمستفيد القدرة على البحث في كميات هائلة من المعلومات بسرعة (قاسم، 2002: 121). إذن تقدم المكتبة الرقمية السرعة في الوصول إلى المعلومات، والاستفادة من الكميات الهائلة من المعلومات حيث تكون المكتبة متصلة بمكتبات أخرى.لذا تعد المكتبة الرقمية من التجديدات الحديثة المستخدمة في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية مثل مكتبة الكونجرس، مكتبات سـتانفورد الرقمية The Stanford Digital Libraries Project والتابعة لجامعة ستانفورد، مشروع المكتبة الرقميـة التابعة لجامعة كاليفورنيا في بركلي University of California at Berkely ، المكتبة الرقمية التابع لجامعة ميتشـجن University of Michigan ، ومكتبة جامعة كولومبيا Columbia University التي نفذت عددا من الخطوات أو المبادرات من أجل المكتبة الرقمية. أما بالنسبة للملكة المتحدة فقد قامت بمشروع مكتبة بيوولف الإلكترونية البريطانية The British Libarary’s Electronic Beowulf Project الذي يوفر للباحثين صوراً رقمية للمخطوطات وبعض الوثائق الأخرى(أبا الخيل، 2002م :52-55)، افتتحت جامعة ميرلاند بولاية سان فرانسسكو الأمريكية موقع مكتبة الأطفال الدولية الرقمية على شبكة الإنترنت بهدف تبادل الثقافات المختلفة بين أطفال العالم،وتتيح المكتبة خدماتها حاليا للأطفال المشتركين في كايبل اوخط dslعلى أن يتم طرح عنوانها على شبكة الإنترنت للدخول الحر حول العالم في 2003بحيث تتضمن محتوياتها على ما يقرب من 10 آلاف كتاب لمائة ثقافة متباينة حول العالم، تضمنت محتويات المكتبة في افتتاحها 200 عنوان للكتب المتباينة الموضوعات والاتجاهات و 27ثقافة عالمية و15 لغة حول العالم(http://www.alrassed.net/news14.htm ). وقد شرعت المنظمة العربية للتنمية الإدارية في إنشاء أول مكتبة رقمية عربية بالقاهرة، وأنها تعد الأولى من نوعها في مصر والعالم العربي والتي ستخدم الباحثين العرب في مجال الإدارة، ويمكن التعامل مع المكتبة عبر شبكة الإنترنت الدولية، وهي تحتوي على مليون مقال علمي وخمسة آلاف مصدر معلومات عربي بالإضافة إلى دوريات وكتب متخصصة وقد تبرعت دولة قطر بنفقات إقامتها. (http://www.bab.com/ )يمكن تطبيق هذا التجديد من خلال الاستفادة من هذه المشاريع والأبحاث التي سبق أن أجرت تجارب عليها، ولكن يحتاج إلى الجهد والوقت لتنفيذه من قبل المختصين بالمكتبات والمختصين بالتربية والتعليم. وقد ذكر عبد اللطيف صوفي أن المكتبات الجامعية تقف في هذا العصر الرقمي أمام وظائف جديدة، ومطالب متغيرة، تقوم أساساً على استخدام الوسائل الالكترونية، والمعلومات الرقمية عبر الشبكات المحلية وربطها بالدولية. ويحتاج ذلك إلى تعاون جدي بين المكتبات الجامعية ، ومراكز البحث، والوسائل، وتطوير تقنيات الحاسوب. (صوفي، 2000: 39)ولكي يمكن تطبيق المكتبة الرقمية لابد من إتباع ما يأتي:• توعية المؤسسات العلمية المتخصصة بضرورة إنشاء قواعد معلومات تضم ببلوجرافيات عن البحوث التي تم تنفيذها والجاري تنفيذها لتجنب ازدواجية عمل البحوث وتكرار إجرائها بين الهيئات على المستويين المحلي والدولي.• العمل على إنشاء قطاع مركزي يتولى تأمين أوعية المعلومات الرقمية والتنسيق بين المكتبات لإتباع الأسلوب الأمثل للمشاركة في استخدامها.• التأكيد على ضرورة التقييم الدوري خلال مراحل الإنشاء.• الاهتمام بتدريب الموجه للكفاءات على الأساليب الحديثة في التخطيط والتقييم، والاهتمام بتطوير الموارد البشرية حيث ذكر سالم السالم أنها تحتل قائمة الأولويات في خطط التنمية السعودية وذلك بغرض تعزيز الإنتاجية، ورفع مستوى العاملين، وتحسين قدراتهم، ومساعدتهم على تحقيق الأهداف المنشودة. (السالم، 2002: 475)• زيادة دعم نضم الاتصالات بين المشروع والمكتبات المناظرة.• التوعية بضرورة عمل فهرس آلي للاتصال المباشر لكل مكتبة، ويكون موحد يضم المكتبات المتخصصة بهدف التعرف على مقتنيات كل مكتبة على حدة.• الاتفاق على طريقة موحدة تتيح مرونة الاتصال بين المكتبات ومراكز المعلومات على المستويين المحلي والعالمي.ملخص:ناقشت هذه الورقة موضوع المكتبة الرقمية ، والتي تعُد أحدى التجديدات التربوية الحديثة حيث تم تطبيقها في كثير من الدول المتقدمة . ذلك أن المكتبات تشهد نقلة نوعية مهمة وكبيرة متمثلة بالشكل الجديد الذي تأخذه سواء فيما يختص بنوعية المقتنيات أو الخدمات التي تقدمها للمستفيد أو حتى طبيعة المعلومات المقدمة. ويعود سبب هذه النقلة إلى التطور الهائل في مجال تقنيات المعلومات والاتصالات ، حيث انعكس ذلك على طرق معالجة المعلومات وحفظها ونقلها واسترجاعها وإيصالها. وتناولت الباحثة هذا الموضوع مركزة على مفهوم المكتبة الرقمية وتداخل هذا المصطلح مع مصطلحات أخرى كالمكتبة الالكترونية، والافتراضية، المهيبرة . وقد عرضت الباحثة المواصفات والعناصر التي ميزة هذا النوع من المكتبات . وتناولت كذلك بداية بزوغ فكرة المكتبة الرقمية التي ظهرت عن طريق البحوث والندوات والاجتماعات وتأملات الباحثين ومنهم جيمي ماكنـزي الذي تنبئ بظهور المكتبة الرقمية وما يمكن أن تقدمه من خدمات للتعليم والبحث . وتطرقت الباحثة أيضا إلى أغراض وفوائد المكتبة الالكترونية والتي تتميز بتقديم خدماتها على مدار الساعة دون توقف ومن أي مكان . ولكن هذا المشروع يحتاج إلى متطلبات يجب أن تتوفر من اجل تنفيذه . فهناك احتياجات مالية وقانونية وسياسة تنظيمية وعناصر بشرية مؤهلة ومتخصصة، كما أن هناك احتياجات مادية كالأجهزة ووسائل الاتصالات وما يتبعه من برامج خاصة بالربط والاسترجاع. كذلك ناقشت الباحثة المشاكل التي قد تواجه القائمين على المشروع والتي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ليتمكنوا من التغلب عليها. وأخيراً تطرقت إلى أهمية المكتبة الرقمية بالنسبة للتعليم والبحث العلمي وبعض النقاط التي يمكن عن طريقها تطبيق هذا المشروع.المراجع:• أبا الخيل، عبد الوهاب. المكتبة الرقمية (الالكترونية) بين النظرية والتطبيق، دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات، دار غريب، القاهرة، المجلد السابع، العدد الثاني، 2002م.• الخطيب، محمد. التجديد التربوي في المملكة العربية السعودية، دار الخريجي، الرياض، 1413هـ/ 1993م.• السريحي، حسن وناريمان حمبيشي. مبنى المكتبة الالكترونية "دراسة نظرية للمؤثرات والمتغيرات"، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، المجلد السادس، العدد الثاني، 2000/2001م.• السالم، سالم محمد. تطوير الموارد البشرية في قطاع المعلومات في البيئة الالكترونية، مجلة عالم الكتب، الرياض، المجلد 23، العدد الخامس والسادس، 1423هـ/2000م.• الشيخ، منى. المكتبة الرقمية D.L "المفهوم والتحدي"، المجلة العربية للمعلومات، إدارة التوثيق والمعلومات، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، المجلد21، العدد الأول، 2000م.• شافنر، برادلي إل. المصادر الالكترونية: ذئب في أهاب حمل؟، ترجمة حشمت قاسم، دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات، دار غريب، القاهرة، المجلد السابع، العدد الثالث، 2002م.• صوفي، عبد اللطيف، المكتبات الجامعية والبحث العلمي في مجتمع المعلومات، المجلة العربية للمعلومات، إدارة التوثيق والمعلومات، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، المجلد21، العدد الثاني، 2000م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Powered By Blogger